الجمعة، 12 سبتمبر 2008



.....ولما يعيش؟؟
تعلم انه اليوم الاخير لها فى هذه الدنيا الفانية اخبروها من قبل مع ان دساتير العالم تمنع اخبار من حكم عليهم بالاعدام من معرفة موعد تنفيذ الحكم الا ان فى مثل تلك البلاد بجبروتهاومع عالمة عربية مسلمة وفريق عربى من العلماء لاينطبق عليها مثل هذه الحقوق
دخلوا عليها ..اخبروها بان الدولة ودستورهم منحوها الحق الذى لاتستحقه بان يتركوها تقضى اليوم او الساعات المتبقية لها مع من تحب ......كانت تعلم ان الجميع ينتظر ذلك اليوم فى شتى بقاع العالم منهم من يحسب انه يرى انتقام الله منها على حسب مالفق لها من اتهامات على غرار احداث ارهابية لم يكن لها يد فيها سوى انها رفضت ان تتحالف مع من دبروها ........واخرون ينتظرون زوال الخطر عنهم خطر ان يصبح فى العرب فريق مثلهم وعالمة مثلها.......واخيرا من ينتظروها اليوم كى يودعوها الوداع الاخير من زملائها واصدقائها الذين عملت معهم حتى بهر ماتوصلوا ايه العالم باسره على الرغم من حداثة سنهم مقارنة بغيرهم من العلماء فهى نفسها لم تتجاوز الخامسة والثلاثين
لكنها اختارت واحدا فقط تيقن دون ان تجلس معه للمرة الاخيرة ستكون نهايته بنهايتها ولم تكن تعلم ان زوجها قد اقنع الجميع ممن يودون لحظات كى يودعوها فيها بان هو فقط من يراها وليس هناك شى من العجب فكلهم وافقوا دون تردد لقد راوا ماكان عليه بدونها ويعلمون مقدار مايكنونه لبعضهما من حب وانه دون ان يصبر فسه على فراقها بهذا اللقاء هالك لامحالة
اخذوها....... دخلت الحجرة المنشوده...وجدته جالسا على كرسى امامه منضدة نظرت فى كل مكان لم تجد كاميرات سالتهم لم لاتوجد كاميرات المراقبة هنا فاجابوها بان قوانينهم تحترم خصوصية تلك اللحظات......غمرتها السعادة لكن لم تظهرها لهم ....خرج الحراس.......بقيت وبقى
وقف..نظر اليها والدموع بعينيه لم يتحرك عن كرسيه من هول الحالة التى راها عليها .......... راى اخرى غير التى عهدها ...وجه يغلب عليه الاصفرار ...لاول مرة يرى عيناها بهذا الزبول...راى هيكلا قد عرف ضعفه من قبل....ولم يحركه من سكونه سوى البسمة التى ايقنته ان من تقف امامه هى زوجته دون غيرها حبيبته التى نظرت اليه وكانها وجدت النجدة اخيرا....عيونها يشعر بها حمد الله تلك العيون التى دائما ماعرف فيها تلك النظرة.....فتيقن انها هى .....كل ماتبقى له من الدنيا..هى من بدونها طوال تلك الاشهر المنصرمة الماضية كان قلبه يعتصر كلما سمع اخبارها وصورها تملا الجرائد والمجلات والصحف بالشوارع ولم يستطع حتى ان يراها ولو من بعيد
ظل واقفا ينظر اليها ... كانت تحبس الدموع بعيونها..تنظر اليه كلما رات دموعه بعيونه تحول ناظرها عنه..تحاول ان تتكلم..لاتستطيع فتح شفتيها ....تنظر الى الاعلى كى تحبس دموعها.....فلا تقدر........جرى نحوها..احتضنها بقوة تكاد تشعرك انها اعتصرت بين ذراعيه من شدة الضمة........انفجرت فى البكاء....انفجر معها...تتعالى اصوات انينها وهى تبكى.......اخذ يملس على ظهرها....يعصر على شفتيه ويحبس دموعه حتى يستجمع رباطة جاشه.....لايقدر ...صوت بكاؤها لايحتمله.. شهد واحدة لم يعرف منها مثل ذلك الانهيار لم يرى دموعها تفيض من قبل مثل الان...كانت بين احضانه واحدة اجمع العالم كله على ان اعصابها من الفولاذ طوال فترة التحقيقات والمحاكمة........اما هى فقد ايقنت بعدم وجود كاميرات ترصد هذه اللحظة فمن حقها ان تتلاشى قوتها وينفك تماسكها ورباطة جاشها وتنزل عن غرورها وكبرياؤها امامه هو فقط من اختارته قبيل سنوات ليشهدها فى لحظات مثل تلك........تردد وهى تبكى
"الظلم وحش اوى.........اوى ...اوى........." اشتد بكاؤها لم يجد مايقوله فاضمها اكثر اليه
"تعبانه اوىمن غيرك.......كنت محتاجاك جنبى اوى...اوى............"
يبعدها قليلا عنه حتى يرى وجهها الذى اصبح كمجرى للنهر من سيل دموعها........وضع كل يد له على خد من خديها...دموعه فى عينيه
"انا بتقطع كل يوم...وانا عاجز..مش قادر اعمل حاجة بتضيعى من ايدى وانا بتفرج...ياريت لو.....
تقاطعه فى الكلام وقد اخذت احدى كفيه وقبلتها وقالت فى حنان
"انا ماقولتش كدا عشان احسسك انك ماساعدتينيش .......حبيبى...ماكانش بايد اى حد اى حاجة عشان يعملها"
ثم جذبته من يديه نحو الكرسى واجلسته وجلست بالكرسى المقابل ووضع يده بين يديها على المنضدة وقد هدا كل منهما عن البكاء لكن الدموع لاتزال تتلالى فى عيينيهما لم تجف بعد .....ينظر اليها نظرة تملؤها الشفقة عليه وعليها .........لكن الابتسامة التى ارتسمت على وجهها جعلته يبتسم فرحا لانه راى الوجه الذى طالما عرفه ....وجه غير الذى دخل عليه منذ خمس دقائق لااكثر........فقد كان مكبلا مثلما كانت يديها مكبله بالاصفاد فكانهم حين نزعوا عنها الاصفاد نزعوها عن وجهها ايضا..................................والابتسامة لاتزال على وجهها لكنها امتزجت ببسمه الرضا المعروفه بها قالت له
"انا لله وانا اليه راجعون" نظر فى الارض ....غابت عن وجهه الابتسامة حيث تذكر لما هو معها الان....وكم من الوقت متبقى فى عمرها........وكم متبقى حتى تنتهى حياته هو الاخر.........لم يرد ان يتكلم شعر فى قرارة نفسه انه يريد ان يسمع صوتها فقط..لايريد ان يضيع ثانية واحدة فى الكلام هو
"مش بترد ليه؟"
"هاقول ايه؟........ونعم بالله" تنهدت تنهيدة صغيرة وتبسمت له ايقنت فى قرارة نفسها انه طالما ردد الايه على هذا النحو فانها هيأته كى يستقبل ماستقوله.....بدا الحوار ياخذ بينهما مسلك طبيعى وكانهم يجلسون فى بيتهم يتناقشون
"قوللى بقى احنا كنا طول عمرنا مع بعض ايه اكتر حديث قريناه واتفقنا نعمل بيه وعاهدنا بعض ادام ربنا لو حد بعد عنه التانى يرجعه؟"
يقول دون تردد لم ياخذ حتى برهة فى التفكير"لانزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسال عن عمره فيما افناه؟وعن ماله من اين اكتسبه وفيم انفقه؟ وعن جسمه فيم ابلاه؟وماذا عمل فيم علم؟"
"صدق رسول الله صلى عليه وسلم...طيب ياسيدى دلوقتى بقى والحديث دا بينا قوللى...فى حاجة فى دول انا قصرت فيها؟"
يقول وقد ايقن ماتحاول الوصول له لكنه يرفضه"اسمعينى انا........."
"اسمعنى انت.........لو هاعيش الف عمر فوق عمرى مش فيه فايده خلاص...ربنا قال كفايه كدا....وانا راضيه بكدا...ارضى انت كمان....قوللى فى ايه احب اعيشه بعد اللى عشته؟....لو العلم ...على قد ماقدرت اتعلمت ووصلت ودرست لطلبه هايفضلوا فاكرينى طول حياتهم باللى علمتهولهم....قدمت لبلدى معاكو وانت شاهد ..حاجة كبيرة......اما المال..انت نفسك عارف فلوسنا جات ازاى واتصرفت فى ايه...عمرنا ماكانت الفلوس عندنا غير ورق ...انت بالذات كنت بتقوللى الفلوس دى امانه ربنا مديهالنا مالناش فيها حاجة......اما الصحة...انا ماابلتهاش الا فى سبيل رساله عشنا ليها ..وانت ياما ساعدتنى وخدنا بايد بعض.......والعمر...صحيح مش كتير اللى عشته عند ناس كتير ....بس كتير بالنسبالى....عمرى عملت فيه كل حاجة....اللى حلمت بيه واللى ماحلمتش....انا عمرى ماكنت اتصور ان ربنا يكرمنى بيك....وان يبقى هدفى الوحيد بعد رضا ربنا انى ارضيك انت........ولا كنت اتخيل كل الحب اللى بتحبهولى دا.......ولا باجمل حاجة ربنا ادهالى منك.....(تنزل دمعه من عيونها لكنها تمسحها وتواصل كلامها) ....بنتنا....ربنا يرحمها...يمكن ربنا ماداناش معاها غير ست سنين صحيح...بس ست سنين من الجنة......ممكن تقولى بقى.....هاتمنى ايه تانى اعيش ليه اكتر من كدا؟"
نهض من كرسيه..اتجه نحوها...انحنى اليها...امسك بيديها ..ينظر فى عينيها ولا تزال دموعه فى عينيه
"لو كنتى فعلا مش عارفة ليه هاتتمنى تعيشى اكتر من كدا.... ماكنتيش اعدتى معايا انا دلوقتى.....ماتضحكيش على نفسك وعليا....عارف انك راضيه اه...مؤمنة بقضاء ربنا ماشى.....لكن عايزة تقوينى من بعدك....المرة دى مش هاتعرفى....ماتحاوليش....المرة دى غير اى مرة....عارفة ليه؟.....عشان كل مرة كنتى بتيقى جانبى فيها.....بس المرة دى........................."
يقوم مبتعدا عنها يلف فى ارجاء الحجرة .....تنظر اليه وقد علمت ماهو مقدم عليه الان...........يصرخ ....يخبط بيديه على جدران الحائط"انا عايز اعرف ليه؟..........ليه انتى؟..........ليه مش انا؟.........ليه مش اى حد؟...........اشمعنى انتى؟........كلنا كنا معاكى......ليه؟.......ليه؟....... "لم ترد ان تقوم تعلم تماما انه لابد ان يفعل ذلك وان لم يكن يفعلها الان لكانت ايقنت ا ن شى اصابه وانه ليس زوجها التى تعرفه جيدا وانه من غير الطبيعى انه كان صامتا طوال تلك المحادثة بينهما....لكنها كانت تبكى بغير صوت... كانت تعتصر بداخلها عما وصل اليه وان كلامها لم يجدى نفعا معه مثلما كان يجدى من قبل......ظل هكذا اربع او خمش دقائق....حتى انهارت قواه....وقع على ركبتثه يبكى....لايزال يردد....ليه؟ ليه؟؟؟....قامت....اخذته بين احضانها....وضع ذراعيه حولها.....ظل يبكى ويبكى....."ماقدرش...صدقينى.....من غيرك انا ضايع.....".........ظل يبكى بين احضانها واخذت تمسح على شعره مثلما كانت تفعل معه من قبل طوال حياتهما سويا....تذكرت حينما كان يقول لها"ممكن ياست ماما تاخدينى فى حضنك شوية؟"هنا قالت له وهى تضحك
"طب كنت قوللى انك عاوزنى اخدك فى حضنى شوية.....مش لازم حركات العيال دى"فابتسم ابتسامة صغيرة...رفع راسه عنها وقبلها قبله طويله على جبينها
"عارف انا نفسى فى ايه دلوقتى؟"
"ايه"
"تصلى بيا امام...انت متوضى طبعا"
"اه متوضى....بس انتى تعرفى القبله فين هنا؟"
تنظر حولها ...تحاول ان تعرف...."لا مش عارفة..ماكانوش بيقولولى طبعا.....بس انا سالت مرة الحارس الشمس بتطلع منين وقاللى...بس دا فى الزنزانة بتاعتى....اما هنا.. ماعرفش"
"طب خلاص....قومى....هانصلى فى اى اتجاه...المهم نصلى"
قاموا..صلوا سويا...كانتا ركعتان لكنهما اخذتا وقتا طويلا...كان صوته وهو يرتل القران فى الركعه الاولى.....يغلب عليه البكاء....وكانت تبكى ورائه......لكن حين الركعه الثانية هدا الاثنان..بعدما فرغوا من الصلاة والتسبيح...حرك البالطو الذى كان يرتديه وصلوا عليه نحو جانب من الحجرة...سند راسه على الحائط....بينما جلست بجانبه واضعه راسها على كتفه ولف ذراعه حولها فهو اطول منها
"ياااه...فاكرة لما كنا نتخانق وكنت استهبل عليكى عشان اصالحك اقوم اتحجج بالصلاة....واقولك يالا نقوم نصلى..الرسول قال اجعل للبيت جزء من صلاتك..وان عشان احنا متعودينلو هاصلى فى البيت نصلى مع بعض..وكنت اتنك عليكى اوى..ال يعنى بقى مش عايز بس اهو..مضطر"
فضحكت كثيرا واخذ يضحك هو الاخر"اه..وانا كمان ..اقوم مستعبطة فيها...وقال يعنى انى مش طايقاك..وكل البينى وبينك الصلاة وبس...بس فاكر كنا بعد مابنخلص صلاة ...ولا كأن فى حاجة وبنتناقش ببساطة.....بس على فكرة..كنت بتكبر فى نظرى اوى"
اخذ يضحك ويساالها"ليه؟.....عشان كنت بستهبل عليكى بالصلاة؟؟"
فوخذته وخذة خفيفة على ذراعه"لا طبعا....بس عشان حتى واحنا متخانقين ماكنتش بتحب تعمل حاجة من غيرى...يعنى ماكنتش بتخل بوعدك ليا ابدا لما اتفقنا ان ماحدش فينا يعمل حاجة لربنا من غير ماالتانى يكون معاه فيها"
هز راسه الى الاسفل مرتين قاثلا"ممممم.....اه قولى كدا بقى....يعنى يافيها لاخفيها..."واخذ يضحك كعادته حين يستفزها
فى هذه المرة ضربته بقوة عن ماقبلها قاثله له"ماتبقاش غلس بقى....انت فاهم قصدى"
ظلوا يتسامرون ويضحكون..يذكر كل منهما الاخر بما كان يفعله ...وبالمقالب التى كانوا يصنعوها لبعضهما حتى يتصالحوا حينما كانوا يختصمون......واخذ الوقت يمر.....ويمر....يمر.....قربت الساعة نحو التاسعه والنصف صباحا...لم يتبق سوى نصف ساعه....يعلم كل منهما هذا...لكن لم يجرؤ احد منهم ان يذكر الاخر اعتقادا منه انه قد انساه الوقت.....لكنها تمالكت نفسها....قالت له وهى لاتزال جالسة امامه لكنها اعتدلت فى جلستها فاصحت امامه مباشرة متخذة وضعا يليق بما تنوى ان توصيه به
"اسمعنى بقى..... عايزة اقولك على حاجة اخيرة.. مافيش وقت.....ممكن تعتبرها وصيه"
نظر اليها نظرة من يستيقظ من حلم جميل على صوت صراخ...فقد كانت نظرته نظرة فزع..هلع...لكن اتخذ وجهه مراسم الجد..اخذ نفس وضع جلستها...اما هى فهديت الدموع الى طريق عينيها بعدما كانت اضلته طوال الساعات الماضية...وغابت عن وجهها الابتسامه التى لم تفارقها منذ ساعات
"وانا هناك...يعنى وانا بيتنفذ الحكم.....اكيد هاتكونوا كلكوا واقفين.....(تنزل الدموع من عينيها...لكنها تتمالك نفسها)...مش عايزة دمعه تنزل من عينك او من عنيهم...وبالذات انت....فاهمنى؟"
تنهمر الدموع بقوة من عينيه ويضع كفيه بشده خلف رقبتها
"انتى بتقولى ايه؟...مااقدرش ..ماتحملينيش فوق طاقتى مااوعدكيش انى اقدر....كمان لو سمحتى..لو سمحتى مش عايز اتخيل اللحظة دى دلوقتى.....سيبينا كدا خلينا مش نفكر فيها"
تبعد يديه عنها..تقف ...وقد جمدت الدموع بعينيها
"ماينفعش...ما ينفعش انت بالذات دونا عن كل الناس اشوفك ضعيف او احس.....حتى لو هاموت خلاص....ان الناس يشوفوك ضعيف"
"دا مش ضعف..افهمى"وقد وقف امامها
"لا..دا عندى ضعف"وقد بدا صوتها يعلو وكانها تريد بكلماتها ان تفوقه اوتوقظه"مش عايزة حد من اللى بيتمنوا اللحظة دى يفرح فيك او حد يشفق عليك...انا طول الفترة اللى فاتت دى وانا جامده....صاحب الحق دايما راسه مرفوعة...يتقبل الموت بنفس راضيه طالما فى سبيل رساله....وان ماكنتش هاتخلينى انهى حياتى بكرامة...يبقى ماكانش ليه لازمة الضغوط اللى اتحملتها انا عشان ماتنزلش دمعه واحدة منى وانا شايفة الكل بيتهمنى..بلدى مش واقفة جنبى...مافيش حد معايا غير ربنا سبحانه وتعالى.....لو ماكانتش دى اخر مرة تقف جنبى فيها....هاتقف امتى تانى؟....رد عليا...انت عارف كام مليون مستنيين يشوفه الدكتورة اللى بعد ماخلوها نجمه فى كل حته لقاءات وصور وفاكرين انها ماستحقتش كل دا وخانت كل الثقة والحب اللى ادهولها مستنيين يشوفوها بيتنفذ فيها الحكم؟كام واحد مستنى يشوف التيم بتاعها وهما شايفين بعنيهم الهيد بتاعهم بيموت ازاى؟وكل العالم اللى مستنى يشوف نصها التانى سواء فى البيت او الشغل هاينهار ازاى؟.....اظن بعد ماشافونا فى كل البرامج واللقاءات الى عملناها متشاركين فى كل حاجة البيت والروح ....وحتى الشغل كنت هيد تيم وانا هيد تيم صحيح ماكانوش ليهم علاقة ببعض قبل كدا بس احنا عرفنا نجمع مجالين ببعض وعملنا حاجة كبيرة....ارجوك خلينا نفضل كدا لحد اخر لحظة فى عمرنا...بنكمل بعض...مش عايزة ابدأ بحاجة ....وتنهيها انت.....عشان خاطرى"
عنفه كلامها ايقن انها تريد ان تحافظ على رباطة جاشه امام العالم كله وانها تريد ان تيقن الجميع انهم كانوا اصحاب رساله علم نشروها للعام بالفعل..فلا يهمهم العواقب...ولا يفرق معهم الموت الان...ام بعد مائة عام
"اطمنى...هايشوفوا نصك التانى صورة طبق الاصل منك.....قدر الله وماشاء فعل...وزى مابتقولى على طول...الخير فيما اختاره الله.....بس ياريت....(يقطع فى الكلام من شده حبس دموعه)...ياريت...لو يبانلى بقى ايه الخير من انك........انك....(لم يقدر ان يكمل الجملة)
تنفست الصعداء...وابتسمت ابتسامة كبيرة له...لم يخفيهاالا الحراس....دخلوا...هموا ان ياخذوها...استاذنتهم....ارتمت فى حضنه للمرة الاخيرة....همست له فى اذنه"كنت اجمل حاجة حصلتلى فى حياتى"
اخذت تبعد عنه خطوة خطوة ....تسير مع الحراس....ظل واقفا مكانه ....ينظر اليها وهى تبعد ...لم يتمتم الا قائلا"وانتى كل حياتى"
دخلا الحجرة المشئومة...امامه زجاج يطل على الحجرة الاخرى التى هى فيها...اجلسوه هما ومن معه من فريقها واصدقائها اربعة ممن سمح لهم بالدخول...الباقى يشاهدون تنفيذ الحكم مثلما يفعل العالم كله من خلال الفضائيات....فى الحجرة امامه اجلسوها....عيناها فى عينيه ...ابتسامتها نحوه...يتبسم لهاودموعه فى عينيه....الجميع حوله يخالجهم البكاء...نظرت اليهم كل فى عينيه تهمس قائله"لا اله الا الله"فيردون"محمد رسول الله"...رجعت ببصرها نحوه...تشاهدت....ظلت تنظر اليه..و ينظر اليها...اغمضت عيناها
فزع....جرى نحو الزجاج..وضع يده عليه كانه يلمسها.....كانوا قد اعطوها اول حقنه مخدرة...هموا بالثانيه حقنه الهواء....اعطوها لها....اشارت الاجهزة....بانها...رحلت...فارقت الحياة
بكا كل من حوله..ظل واقفا امام الزجاج ..لاتزال يديه عليه...لم يحرك ساكنا...لم يذرف دمعه...لا ينطق بشى....لم يخرجه عن صمته سوى بكاء من حوله....تذكر ماوعدها به.....نهرهم مصرخا فيهم"مش عايز اسمع حد بيعيط....فاهمين ولا لا...."
تجمدت الدموع بعينهم من شدة صرخته ....يعلمون انه اذا كان الموقف صعب عليهم فهو مستحيل عليه ان يتقبله......
اخذوه حتى يتعرف على جثتها ويجزم ان الجثة التى ترقد امامه مسالمه الان هى زوجته .....حبيبته....عمره.....حياته.....لايعلموا انه اذا اجزم ان التى امامه جثه لاتدب فيها روح انه بذلك يكذب....فروحها داخله....اما روحه هو..فهى التى انتهت والان هى فى تلك الجثة....فهى ماتت بروحه...ويحيا الان بروحها......رفع الغطاء الابيض....راى وجهها ملائكيا كما عهده....الرضا يشع منه ممتزجا بالنور الربانى.....قبلها فى جبينها....هنا اذرفت منه دمعه على خدها لم يستطع ان يقيدها مثلما فعل مع من سبقوها...لكن سرعان مامسحها....فلقد وعدها....اسمعهم الاجابة المنشود....غطا وجهها......خرج من الحجرة منتظرا ان تتم بقيه الاجراءات......وبينما يمضى بعض الاوراق اللازمة لاستلام جثتها......سمع صوتها...تكلمه...ويتحدث معها......نظر حوله كالمجنون....فوقعت عيناه على مصدر صوتهما....التلفاز....قد سجلت كل كلمة ولحظة دارت بينهما ...وقع على كرسى بجانبه من هول المفاجاه...وضع راسه على نهايه الكرسى مستندا على الحائط....واغمض عيناه...تذكر مقدار ماعانته الروح التى بداخله الان حتى لايشهد احد تلك اللحظات وانها لولا كانت متيقنة من عدم وجود الكاميرات ماكانت لتطلب مقابلته هو اصلا....ظل هكذا ....الجميع حوله يتابعون التقرير ...لا ينبتون بنبت شفه سوى حسبنا الله ونعم الوكيل.....لكن فى نهايه التقرير ذكر المصدر رد فعل الناس بالخارج بعدما راوا الفيديو مترجما....فكان الناس يصيحون ان من الظلم ان تعدم مثل هذه الانسانه...وايقنوا جميعا انها كانت بريئة مثلما توقع معظمهم فقد سأموا هذه الاتهامات مع من مثلها لكن كان نقص الادله مايخرص ألسنة الجميع...وعللوا يقينهم ببرائتها بانه لا يوجد احد على وجه الارض فى اخر لحظات حياته يكذب ومع من يحب ساعه موته وخاصة بعدما اكد المصدر انها كانت متاكدة تماما من عدم وجود الكاميرات فهم اكدوا لها ذلك حتى تكون على حريتها لعلها تفصح عن اى سر يفيدهم مما لم ترد حسب اعتقادم ان تذكره فى التحقيقات...لكن دون جدوى...فقد ثبتت برائتها...لكن دون محاكمة....برأها الناس ...دون دليل
فرح الجميع"الله اكبر"قال اقربهم اليه"بص... شايف ...كانت بتقول الخير فيما اختاره الله...يمكن لو كانت عايشة ماكانتش ظهرت برائتها بالاقتناع دا من الناس"
لكنه لم يرد ..ظل على وضعه....فذهب نحوه وجلس امامه..."بقولك زعلان ليه؟...الحقيقة بانت"لكنه ايضا لم يرد.....فهزه وهو يعنفه...فمال بنصفه عن الكرسى حتى كاد ان يقع لكنه اسنده بسرعه.......نادوا له طبيبا بسرعة بالغة.......جاء الطبيب...الجميع حوله مندهشين مما اصابه.....كسر الطبيب هذه الدهشة فى عيونهم ...بل حطمها واشعل فى الصدور بركانا من الحسرة حينما سمعوه يخبرهم"لقد مات......................."



للى فاضى وليه مزاج يقرا....يزور :